الاكتئاب هو اضطراب نفسي يؤثر على الجهاز العصبي ويتميز بانخفاض المزاج وعدم النشاط، تشير منظمة الصحة العالمية WHO بأنه السبب الرئيسي لاعتلال الصحة والعجز في جميع أنحاء العالم وأن هناك أكثر من 300 مليون شخص من جميع الأعمار يعانون من مرض الاكتئاب حالياً. وتشير تقارير أخرى أن ثلاثة من كل عشرة بالغين (29٪) يصابون بالاكتئاب في مرحلة ما من حياتهم، ويؤثر الاكتئاب على أفكار الشخص وسلوكه ومشاعره واحساسه بالسعادة وغالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب من فقدان الحافز أو الاهتمام، أو انخفاض المتعة أو الفرح في الأنشطة التي عادة ما تجلب لهم المتعة أو الفرح. وعادة ما يرتبط حدوث الاكتئاب المرضي بالعديد من العادات والتقاليد الاجتماعية والصحية والإصابة بالأمراض الصحية المزمنة مثل السكري واعتلال القلب وتشير العديد من الدراسات أن النساء أكثر عرضة بالإصابة بالاكتئاب من الرجال والشباب أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من كبار السن. وقد يحدث الاكتئاب في أي وقت وفي أي عمر، إلا أنه في المتوسط يمكن أن يظهر لأول مرة في أواخر سن المراهقة وحتى منتصف العشرينات أعراض الاكتئاب:
يمكن أن تختلف أعراض الاكتئاب من بسيطة إلى حادة ويمكن أن تظهر بشكل مختلف لدى كل شخص. ومن هذه الأعراض ما يلي:
• فقدان الرغبة في ممارسة الفعاليات اليومية الاعتيادية: يشعر المصاب بالاكتئاب بعدم الرغبة في القيام بأنشطته اليومية المعتادة، حتى تلك التي كان يستمتع بها في الماضي.
• الإحساس بالعصبية والكآبة: يشعر المريض بحالة من العصبية والكآبة المستمرة، وقد يكون متقلبًا في مزاجه.
• الإحساس بعدم القيمة أو الشعور بالذنب المفرط
• اضطرابات في النوم: يمكن أن يعاني المريض من الأرق أو النوم المفرط.
• صعوبات في التفكير أو التركيز والنسيان كما يصعب على المريض اتخاذ القرارات البسيطة
• زيادة أو نقصان الوزن بدون قصد: قد يلاحظ المريض تغيرًا ملحوظ في الشهية وكذلك في وزنه وليس لها علاقة بالنظام الغذائي
• عصبية وقلق وضجر: يمكن أن يصاحب الاكتئاب شعورًا بالعصبية والقلق المستمر ويمكن أن يكون هناك نشاط حركي زائد على سبيل المثال: عدم القدرة على الجلوس ساكنًا، أو السرعة، أو عصر اليد) أو تباطؤ الحركات أو الكلام الشديد بدرجة كافية بحيث يمكن ملاحظتها من قبل الآخرين.
• حساسية مفرطة وإحساس بالتعب أو الوهن: يشعر المريض بالتعب الشديد وقد يكون غير قادر على القيام بالأنشطة اليومية.
• فقدان الأمل: يشعر المريض بفقدان الأمل والإحباط، وقد يرى أن الحياة لا تحمل له أي معنى.
كما تجدر الاشارة إلى أنه من الطبيعي أن يمر الانسان بشعور من الحزن أو "بالحزن الشديد" كجزء من الحياة اليومية الإنسانية. ومع ذلك، يتطلب تشخيص الاكتئاب أن تحدث الأعراض المذكورة معظم اليوم، كل يوم تقريبًا، أكثر من أسبوعين، إلى جانب تغير واضح في الأداء اليومي في المدرسة أو العمل والعلاقات. ولحسن الحظ، فإن الاكتئاب قابل للعلاج بشكل كبير. عوامل خطر الإصابة بالاكتئاب
يمكن أن يؤثر الاكتئاب على أي شخص لكن هناك عدة عوامل يمكن أن تلعب دورا في الإصابة بالاكتئاب مثل :
- النواقل العصبية: قد يؤدي التغير في بعض النواقل العصبية في الدماغ (مثل السيروتونين والدوبامين والنورإبينفرين) إلى ظهور أعراض الاكتئاب.
- الوراثة: يمكن للاكتئاب أن ينتشر في العائلة. على سبيل المثال، إذا كان أحد التوأمين المتطابقين مصابًا بالاكتئاب، فإن الآخر لديه فرصة بنسبة 70 بالمائة للإصابة بالمرض في وقت ما من حياته.
- الشخصية: يكون الأشخاص الذين يعانون من تدني احترام الذات ( (low self-esteem، الأشخاص الذين يطغى عليهم التوتر بسرعة، أو الاشخاص المتشائمون بشكل عام قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
- البيئة: يمكن التعرض المستمر للعنف أو الإهمال أو سوء المعاملة أو العجز المادي يمكن أن يشكل أيضًا مخاطر للإصابة بالاكتئاب. علاج الاكتئاب:
الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية التي يمكن علاجها ويستجيب ما بين 70% إلى 90% من الأشخاص المصابين بالاكتئاب في النهاية بشكل جيد للعلاج.
ويمكن علاج الاكتئاب بالأدوية والعقاقير الطبية (مضادات الاكتئاب) أو العلاج النفسي Psychotherapy في كثير من الحالات عن طريق الجلسات العلاجية أو لجمع بين الاثنين وذلك يحدده الطبيب أو الاخصائي المعالج، ووجد أن العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، وهو أحد أكثر أشكال العلاج النفسي شيوعًا وفعالية في علاج الاكتئاب. حيث يركز العلاج السلوكي المعرفي على التعرف على أنماط التفكير غير الصحية وتصحيحها بهدف تغيير الأفكار والسلوكيات والتدرب على الاستجابة للتحديات بطريقة أكثر إيجابية. وقد يشمل العلاج النفسي شخصًا واحدًا أو أكثر على سبيل المثال: يمكن أن يساعد الجلسات العائلية أو الزوجية في معالجة المشكلات ضمن هذه العلاقات الوثيقة. يجمع العلاج الجماعي، في بيئة علاجية، مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب بشكل مماثل، مما يوفر فرصة للتعلم والدعم المتبادل.
هناك عدد من الأشياء التي يمكن للناس القيام بها للمساعدة في تقليل أعراض الاكتئاب مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام حيث تساعد على خلق شعور إيجابي وتحسين الحالة المزاجية، كذلك الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد بشكل منتظم، وتناول نظام غذائي صحي وتجنب الكحول يمكن أن يساعد أيضًا في تقليل أعراض الاكتئاب.
في الأخير الاكتئاب مرض حقيقي والمساعدة متوفرة ومع التشخيص والعلاج المناسبين فإن الغالبية العظمى من الأشخاص المصابين بالاكتئاب سوف يتغلبون عليه. إذا كنت تعاني من أعراض الاكتئاب فإن الخطوة الأولى هي زيارة طبيب الأسرة أو الطبيب النفسي